إهداء
إلى شهداء الحرية والديمقراطية
مقدمة
وحدة العمل المسلح المعارض لنظام الجبهة الإرهابي لا نراها ضرورة لأن " الوحدة قوة" فقط… لا نحسبها بالكم فقط… نحن ننظرها نظرة أعمق وأوسع . لقد وضعنا انقلاب الجبهة في 89 في خط مواجهة واحد.. كلنا طالبي الحرية والديمقراطية…كلنا رغم اختلافاتنا السياسية والفكرية..صرنا في خط مواجهة واحد بعد انقلاب 89 الإرهابي… ثم جاءت مقررات مؤتمر القضايا المصيرية اسمرا 1995 وقاربت بيننا أكثر… صرنا في خندق واحد.. في اسمرا 1995 توحدنا حول سودان ما بعد الجبهة، توحدنا حول كيفية التعامل مع الجبهة الإسلامية الإرهابية، توحدنا حول أهم ما يجب أن يبني عليه السودان الجديد..فلماذا لا نتوحد في الميدان؟ … واصبح هذا السؤال أكثر إلحاحا على قوي السودان الجديد خاصة.. والتي حاولت تقديم أجابه عملية له في تجربة السرية المشتركة الأولي والتي تعتبرها تجربة ناجحة لأنها في اسوأ تقييم لها مهدت الطريق للتجربة الناجحة التي نعايشها الآن والتي تحقق كل يوم انتصاراً . فالي الأمام.. بالدم والعرق الغالي.. إلى الأمام مزيد من التقارب.. مزيد من الوحدة..نحو بناء السودان الجديد الديمقراطي الحر الموحد.
قبل المشهد الأول
عصية الوحدة بين أهل السودان ،هذا ما يحاولون الترويج له ويعملون على تحقيقه. لكنها ممكنة إن أردنا لها أن تكون.. لأن عواملها كامنة داخلنا.. تحتاج فقط إلى من يزيل الغبار عنها ويخلطها بصدق لكي تتفاعل. إذ العامل الكيميائي لتحقيق الوحدة هو الصدق بعيداً عن الكسب السياسي الأناني.
وجلسنا في عام 1996 الحركة الشعبية للتحرير السودان بقيادة القائد سلفا كير ومؤتمر البجا بقيادة شيخ طه ونحن بقيادة المقاتل عبد العزيز خالد. واتفقنا واختلفنا واتفقنا لتكون النتيجة ميلاد أول وحدة عمل مشترك على أرض الواقع، بعيداً عن العواصم واجتماعات الاستهلاك.
فصيلة من الجيش الشعبي فصيلة من قوات مؤتمر البجا فصيلة من قوات التحالف السودانية كأول سرية تشكل نواة حقيقية لعمل عسكري مشترك حقيقي.
عند ابتعاد الصغار واجتماعهم بعيداً عن دائرة الكبار تسير المسائل في اتجاهها الصحيح..الهم واحد والمصير واحد والعدو هذا عند الصغار..إذاً لماذا كل هذا اللغط حول الوحدة؟ أنها واقع الآن .. تدريب .. استطلاع.. تخطيط.. تنفيذ… موحد.
والقوة المشتركة تنفذ عملية
في تمام الساعة الثالثة فجر الثلاثاء الموافق الثامن من أكتوبر 1996قامت قوة مشتركة من قوات التجمع الوطني الديمقراطي ، وتتكون من قوات مؤتمر البجا وقوات التحالف السودانية ولواء السودان الجديد. بأولي عملياتها المشتركة بالهجوم على حامية طوقان. التي تبعد 60 كيلو متر شمال شرق مدينة اروما بشرق السودان. وقد تمكنت القوات المشتركة من الاستيلاء على الحامية الاستراتيجية لعدة ساعات وكبدت قوات الجبهة الإسلامية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات من بينهم 15 قتيلاً وعشرون جريحاً كما تم تدمير عربة لاندكروزر محملة بمدفع دوشكا 12,7ملم.
فقدنا شهيداً واحداً في قوات التحالف انه الشهيد جون .كان فتح شهية قبل الانطلاق في مشروع التحرير.. وتجربة أولي ناجحة قالت، يمكن للوحدة العسكرية أن تحقق أهدافها إذا خلصت النوايا.
وثيقة تكشف كذب العدو وتضليه لقواته.
8/10/1996
من أخضر السادس عمليات
سرى (0)
1522 (0)
إلى المحطات الخارجية
بالكود (0) قام العدو بالهجوم يوم 8/10/1996 سعت 300 صباحاً بالهجوم على قواتنا بمنطقة طوقان تقدر قوة العدو بثلاثة فصائل (0) تم صد الهجوم وكبد العدو الخسائر واحد قتيل واحد جريح (0) خسائرنا واحد جريح (0) تم قبض مجموعة من الأسلحة والذخائر (0) يتم تنشيط الاطواف والكمائن (0) يتم اتخاذ الحيطة وتقرير المعلومات أول بأول (0)
الله أكبر والعزة للسودان (0) للأجراء
ملازم عبد البديع للعلم
تقرأ على الأفراد ويتم تنشيط الاطواف ورفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى.
(صورة للوثيقة)
المشهد قبل الأول
بين (قبل المشهد الأول) وهذا المشهد فترة زمنية تتجاوز الستة أشهر بعشرات الساعات فقط.
دكت حصون الجبهة الإسلامية المعاد ترميمها - في الجبهة الشرقية شمال النيل الأزرق باقتحام طلائع الانتفاضة الشعبية لدفاعات النظام الإرهابي الشمولي في مينزا وتحريرها .. وبعد ضربة أخرى من الجيش الشعبي ومؤتمر البجا وقوات التحالف السودانية تحررت منطقة قرورة وجنوب طوكر على ساحل البحر الأحمر. وتهلهل الغشاء.. إذاً هنا طوقان تنتظرها.. والقوة المشتركة أيضا . (الجيش الشعبي ومؤتمر البجا وقوات التحالف وهذه المرة ينطلق معها التحالف الفدرالي ) تنتظر إشارة البدء.. إنه عام التحرير.
ضرب حامية طوقان.. مركز الثقل الداعم لكل المعسكرات الأمامية (قرقر، تمكيت، شللوب). تجاوزت القوات المشتركة تلك المعسكرات وتجمعت في تل قرب حامية طوقان منذ السادسة مساء الثامن من أبريل 1997. قوة الهجوم سرية من قوات التحالف وسريتين من الجيش الشعبي- وقوة القطع من الجيش الشعبي ومؤتمر البجا والتحالف الفدرالي. قائد سرية التحالف المقاتل عبد الله عرق وكان مقرراً لها الهجوم من الناحية الغربية للحامية. وبتحديد الخامسة صباح التاسع من أبريل جاء الفجر حاملاً ملامح أخرى. وكانت دفاعات الجبهة محكمة هذه المرة ليستمر القتال أكثر من ست ساعات.
ارتدت الموجة الأول من الهجوم ليعاد تنظيم الصفوف مرة أخرى وتبدأ موجة أخرى من هجمة شرسة أفقدت العدو صوابه ولكن كما تقول القاعدة التكتيكية ( المهاجم دائماً معرض للخطر الأكبر) . قررت القيادة سحب القوة لإعادة التنظيم. واستشهد في هذه المعركة خمسة من مقاتلي قوات التحالف السودانية وتسعة من الجيش الشعب وجرح العديد من الفصيلين.
المشهد الأول
ليس ككل المشاهد .. المقاتلون عيونهم مليئة بمعاني شتى، اختلطت داخلها الصور .. كل القطاعات نفذت عملياتها بنجاح تام، وتلك طوقان استعصت عليهم من أول ضربة وأطياف الشهداء تقتحم دفاعات طوقان أمام أعينهم..خمسة شهداء من بينهم والمقاتل منهم يساوي مائة من صبية الترابي.. الخسارة فادحة. يجئ دور القيادة الآن (أنها الثورة) والوطن يستحق أن تروي أرضه بالدماء وكل قطرة دم ستنبت بندقية موجهة إلى صدر النظام.
انتظمت أنفاس القوة تعميماً على اختراق دفاعات حامية طوقان وتصميماً آخر.. الانتقام للشهداء معركة قادمة تحمل بين جنحاتها مسألة شخصية إضافة للهدف العام. لا بد وان تأتي الضربة سريعاً هكذا كان القرار لتسري رعدة النشوى ويستلقي الجميع في اطمئنان.
المنطقة معروفة المداخل والمخارج..تجميع معلومات نهائية عن موقف العدو هو المطلوب الآن.. دعمت حامية طوقان بقوة مهندسين بقيادة عقيد. احيط المعسكر من كل الاتجاهات بحقول الغام مضادة للإنسان ومضادة للآليات دعمت الحامية بقوة إضافية تجاوزت الكتيبة إضافة للمدرعات وأسلحة الدعم. موقف العدو ازداد قوة واحكم دفاعاته لكن ما بداخل المقاتلين حسم الأمر ليحدد موعد الهجوم الثاني فجر الأحد 20 أبريل 1997
المشهد الثاني
بيان صحفي
تصعيداً لنضال شعبنا على درب الانتفاضة الشعبية المسلحة نفذ مقاتلو القوة المشتركة المكونة من قوات التحالف السودانية وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان وقوات مؤتمر البجا وقوات الاتحاد الفدرالي السوداني هجوما فجر اليوم 9ابريل 1997 على حاميات طوقان وقدماييت وقدميت والتى تقع على مسافة 100 كيلو متر إلى الشمال من مدينة كسلا.
ولقد تم تدمير قوات النظام الإرهابي الشمولي والتي تقدر بحوالي 1500 جندي تدميراً تاماً.وتمكنت القوة المشتركة من تحرير كل المنطقة وتواصل تعزيز مواقعها كما استولت على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والمعدات يجرى الآن حصرها وسوف يصدر بيان لاحق بالتفاصيل حال اكتمال الحصر.
عاش الشعب السوداني العظيم
عاشت الانتفاضة الشعبية المسلحة
عاشت ثورة الحرية و التجديد
والنصر حتماً حليف الجماهير
قوات التحالف السودانية
9 ابريل1997
انسحبت قوات العدو من معسكرات قرقر وتمكيت وشللوب بعد انكشاف ظهرها وفقدانها لقوة الهجوم المضاد التي يمكن أن تحميها وتنفيذها ضد الهجوم على مواقعها.
المشهد الثالث
لم يكن عملاً سهلاً وسط حقول الألغام لكن ما لم يدركه النظام هو رغبة جماهير الشعب جميعاً في التخلص منه لذلك اخترقت قواتنا حقول الألغام ووصلت إلى دفاعات مليشيات النظام بفضل عيون أهالي المنطقة وفراستهم.
حقاً حقول من الألغام لو أنها زرعت نخلاً أو فاكهة أو حتى برسيماً لما خرجت مليشيات النظام من حامية طوقان.. القدر فقط أدى إلى بتر رجل أحد مقاتلينا بفعل الألغام. لتبدأ حملة أخرى.. بعد طرد العدو .. حملة نظافة المنطقة من الألغام التي تضررت منها كثيراً حيوانات أهالي المنطقة. أكثر من ثلاثة آلاف لغم صنعت في دول عديدة أكثرها من إيران لكن للآمر زاوية إيجابية.. كانت دروس نزع الألغام مجانية.. وعلى الطبيعة.. بعيداً عن قاعات الدرس، حيث قاد أحد المقاتلين ولديه خبرة مقدرة في مجال زرع ونزع الألغام قاد مجموعات المقاتلين ليتخرجوا جميعاً على يديه مهندسو الغام أكفاء. استعانت بهم قيادة التنظيم في كثير من القطاعات.
المشهد الرابع
ها هي الخطوة الأولي وقد تحققت ..تحرير المنطقة ليبدأ وضع اللبنات الأولي للسودان الجديد. هنا الإنسان مختلف مثلما كل أناس المناطق الأخرى. يجمعهم هذا الوطن الواسع الفسيح. اختلاف يزيد الوحدة ثراء يضاف إلى جملة نزوع الاختلاف العام إلى الوحدة. إنسان المنطقة هنا يحمل ملامح مميزة في شكله العام. بمجرد رؤيته تقطع الشك بيقين انتمائه إلى البجا. ويحمل عادات خاصة وتقاليد أكثر خصوصية وثقافة تتقاطع داخلها عدة ثقافات - يعاد إنتاجها لتصبح ثقافة البجا خاصة بهم ومعبر عنها بلغة البداويت الخارج من بين كلماتها ملامح ثقافات أخرى والمرئي بين حروفها تاريخ الهجرات والتنقل والتزوج.
إذا هو السودان ..هذه المرة ينطلق من عمق الشرق لينفي عوامل الفرقة معززاً عوامل الوحدة.وبين ترحيب أهل المنطقة وكرمهم الأصيل تتأكد أشياء عديدة أولها أن هذا الوطن للجميع ويمكن أن يحتمل كل أهله إذا ما خلصت النوايا. وثانيها أن الحكومات هي التي تزرع عوامل الفرقة وتعمل من خلال سياساتها وبرامجها على إذكاء هذه العوامل وترسيخها .. الواجب إذا هو معالجة هذه السياسات والبرامج وذلك بالضغط في اتجاه ترسيخ مفاهيم الديمقراطية والوحدة بإنشاء دولة المواطنة التي يعيش فيها الجميع دون تفرقة من أي نوع مدركين لحقوقهم ويعلمون طريق الحصول عليها تحت حماية الدولة ومدركين لواجباتهم ويعلمون جزاء تقصيرهم في أدائها.
هذا هو مفتاح الحل.. وهو ما أدركه التحالف الوطني وقوات التحالف السودانية ليأتي الفعل السياسي صادقاً دون محاولة لتسويف او انتهازية تمتطي ظهر المواطن.. بل هو تفاعل واعي يثمر في خاتمة المطاف وطن شامخ، وطن عاتي، وطن خير ديمقراطي.
المشهد الخامس
تقع منطقة طوقان على الحدود الشرقية للسودان مع إرتريا وتبعد حوالي 75كلم شمال شرق مدينة كسلا. وتبدأ المنطقة من قدماييب في الشمال حتى قرقر في الجنوب. تحدها من الشرق دولة إرتريا ومن الغرب خور القاش.
طبيعة المناخ شبة صحراوية وبها العديد من الجبال الصخرية وموسم الأمطار فيها قصير ولا يتجاوز متوسط الأمطار 400 ملم . وتوجد بها نباتات متفرقة شبة صحراوية. وتوجد بها العديد من القرى على رأسها تلكوك، طوقان، مامان، بلسطاف، تهداى، قرقر، تمكيت.
أما السكان فهم من قبيلة البجا. وتوجد بالمنطقة عدة بطون كبيرة من البجا وهم الجميلاب، الباشكواب، القورهباب، الولياب، الحمايساب،القايداب، الشيوديناب . واللغة السائدة في المنطقة هي لغة البداويت. أما اللغة العربية فاستخدامها بسيط . ويدين كل السكان الموجودين بالمنطقة بالدين الإسلامي فقط. ويبلغ عدد السكان في منطقة همشكوريب عموماً حوالي 68 ألف نسمة منهم 40 ألف في المناطق المحررة والبقية في مناطق خاضعة لسيطرة النظام الإرهابي الشمولي.
النشاط الاقتصادي لسكان المنطقة يتركز في الرعي حيث توجد في المنطقة وبشكل أساسي الأغنام والإبل والقليل من الأبقار. بينما تمارس الزراعة في حيازات صغيرة في موسم الأمطار والمحصول الأساسي الذي يزرع هو الذرة . تعتمد المنطقة في إمدادات المياه على الآبار اليدوية والخيران الموسمية والتي عادة ما تتوفر بصورة كافية في الفترة من يونيو وحتى نهاية أكتوبر من العام. بعدها تنعدم مياه الخيران الموسمية مما يضطر السكان إلى استخدام الآبار الموجودة بالقرى والتي تبعد حوالي 20 كلم كما هو بالنسبة لقرية بلسطاف التي توفر إمداداتها من المياه من قرية تلكوك في هذه الفترة.
المشهد السادس
ولأن نظام الجبهة الإسلامية لا يهتم أصلاً بالمواطن واحتياجاته وخدماته كان لابد من مواجهة الموقف بعد التحرير. خدمت متردية في كل المناطق.. إنسان منطقة طوقان يعاني ما يعانيه إنسان منطقة مينزا وغيرها. ولآن العمل في الجانب الإنساني هام جداً لمرحلة ما بعد التحرير لارتباطه بتحرير الإنسان كان من أول مهام المنظمات العالمية في هذا المجال لفت انظار الرأي العالمي للأراضي المحررة. وانطلقت منظمة البجا للاغاثة ومنظمة السودان للرعاية الاجتماعية - أمل لتواجه كل الاحتياجات العاجلة وتخطط لاحتياجات المستقبل.
في أكتوبر 1997 توصلت منظمة أمل ومنظمة البجا للإغاثة وبعد المنظمات المانحة إلى صيغة اتفاق مبدئي حول تقسيم مجالات العمل الإنساني في المناطق الواقعة خارج سيطرة النظام الإرهابي الشمولي بحيث تتولى منظمة أمل تنفيذ المشاريع الصحية، التعليم والخدمات الاجتماعية ، بينما تقوم منظمة البجا للإغاثة بتنفيذ مشاريع توفير المياه، الإغاثة والزراعة.
ونتيجة لاستجابة المانحين استطاعت منظمة البجا للإغاثة توفير كميات لا بأس بها من الغذاء لتجاوز مرحلة الفجوة التي بعد التحرير، ولمقابلة حالات النزوح من المناطق التي يسيطر عليها النظام الإرهابي الشمولي إلى المناطق المحررة وقد بدأت أول موجه نزوح إلى مناطق تكلوك وتهداي وتقدر بحوالي 600 أسرة معظمهم من النساء والأطفال هربوا من جحيم الجبهة في مناطق القاش إلى حيث الحرية واحترام الإنسان.
وبدأت منظمة البجا للإغاثة في الإعداد لتنفيذ التزاماتها بوضع برنامج متكامل لحفر الآبار (تعمل بالطلمبات اليدوية) بالقرب من القرى لحل مشكلة المياه جذرياً. وفي إطار سياسة الاعتماد على الذات بدأت المنظمة في الإعداد لمرحلة تمويل الزراعة.
أما منظمة أمل فقد افتتحت مكتبها الميداني في منطقة طوقان في يوليو 1997 وبدأت في تجميع المعلومات الأساسية حول المنطقة واحتياجاتها. ونجحت في تنظيم برنامج لوفد مشترك من المنظمة ومنظمة دولية يونانية معنية بالشئون الطبية بغرض تقييم الوضع الصحي والاتفاق حول مشروع لإعادة تأهيل الخدمات الصحية وغيرها بالمنطقة.. وقام في هذه لزيارة بتقديم منحة من المواد الطبية. أما في أكتوبر 1997 فقد أعدت أمل دراسة لمشروع مقترح بعد زيارة أخرى للمنطقة بدعم من إحدى المنظمات الأوربية الصديقة بغرض تحديد الاحتياجات لإعادة تأهيل الخدمات التعليمية والصحية بالمنطقة وفي ذات الشهر تقدمت المنظمة الأوربية بالمشروع المقترح إلى مجموعة من المنظمات المانحة لاعتماده وتمويله. واستطاعت المنظمة توفير الدعم اللازم الافتتاح مدرسة مامان والمسجد باستنفار جهد إحدى الجاليات السودانية في الخليج.
في مايو 1998 ظهرت أول بوادر المنظمة أمل في استقطاب الدعم اللازم لمشروع إعادة تأهيل الخدمات الصحية بعد موافقة مجموعة من المنظمات الأوربية على تمويله. وتم بالفعل تحويل القسط الأول من الميزانية ليتم التنفيذ. في يونيو قام وفد من منظمة أمل بزيارة تمهيدية لمنطقة طوقان لوضع الترتيبات الأولية لبدء المشروع. وشملت الزيارة اجتماعات مع السكان والإدارات المحلية ، تكوين لجان محلية لمتابعة الخدمات الصحية، اختيار وتدريب الكوادر الصحية وفتح ثلاث وحدات صحية تجريبية وإمدادها بالدواء والمعدات الصحية . وشهد شهر يوليو بداية مشروع إعادة تأهيل الخدمات الصحية واشتمل على :-
إعادة تأهيل ثلاث شفخانات في كل من مامان، تلكوك ( العيادة الخارجية) وبلسطاف.
إعادة تأهيل ست وحدات صحية أولية في كل من طوقان، النور أوريت، حشنيت، مكيت، وأدا روت.
شمل برنامج إعادة التأهيل صيانة المباني ، توفير الدواء لمدة عام. توفير المعدات الطبية الأساسية ، توفير الأثاثات والأدوات المكتبية ودعم الكادر الصحي.
وتم افتتاح مكتب ميداني لإدارة المشروع في طوقان ومكتب آخر لوجستي للإمداد والمخازن. وإضافة إلى ما تم إنجازه قامت منظمة أمل بافتتاح وحدتين للرعاية الصحية الأولية في أبريل 1999 في منطقتي الجبرت وكراييت. واستطاعت الحصول على تمويل جديد لتمديد مشروع طوقان لمدة سنة ( ابتداء من يونيو 1999) لاستمرار نفس البرنامج الحالي إضافة إلى خدمات الصحة الطفولة والأموية وبرنامج للتغذية العلاجية والإضافية إضافية إلى بعض خدمات التحصين.
مشهد ليس أخير
بيان صحفي
أفادت المعلومات الواردة من قيادة عملياتنا صباح اليوم الخميس 3 ديسمبر 1998، بان مليشيات الجبهة الإسلامية قد شنت هجوما على منطقتي طوقان وتلكوك مساء يوم الثلاثاء الماضي استمر لمدة ساعة واحدة، وعادت مليشيات النظام هجومها في الساعة الثانية من صباح أمس الأربعاء. تمكنت قواتنا الباسلة من صد الهجوميين وردهما، وأحدثت خسائر فادحة في صفوف العدو لم يتم حصرها بعد نسبة لظروف المعركة التي ما زالت مستمرة بشكل متقطع. استخدمت مليشيات النظام الإرهابي الشمولي في هجومها الدبابات والمدفعية،كما استخدمت طائرة آنتونوف في قصف مواقعنا. ولم تتكبد قواتنا الباسلة أي خسائر في الأرواح.
تؤكد قوات التحالف السودانية لجماهير شعبنا في كل مكان صمودها وتمسكها بالأراضي المحررة،وحماية المواطنين فيها، كما تؤكد الحقائق كذب وتلفيق النظام الإرهابي الذي ادعى استيلائه على هذه المناطق، مدعياً تحقيق انتصارات وهمية يرفع بها من الروح المعنوية لميليشيات المندحرة في كل المواقع. وسنبين في بيان لاحق حقيقة التطورات على ارض المعركة.
عاش الشعب السوداني البطل.
عاشت الانتفاضة الشعبية المسلحة.
والمجد لقوات التحالف السودانية.
3 ديسمبر 1998
كشفت تلك الملحمة وما تلاها عن حقيقة رغبة الموطن في التغيير، وعن تطلعه للحرية .. وشئ أساسي هو أن نظام الجبهة الإسلامية لا علاقة له بالمواطن في أي بقعة من هذا الوطن المترامي الأطراف. الملحمة قادها المواطن قبل المقاتل عندما قرر النزال وظهرت حقيقة أخرى لم تكن ملموسة قبل تلك اللحظات.. أن متانة العلاقة والتلاحم الذي بني على الصدق في كل شئ كشفته تلك الملحمة…وانطلق المقاتلون يخترقون حصون النظام وحشوده.. امتلكوا الأرض الآن.. وبدأت حرب استنزاف أذهلت العدو،وجعلته يعض بنان الندم على تجرؤه لإعادة إذلال شعب خرج من ظلمات عهد زاده تهميشاً فوق ما كان يعانيه ويعاينه كل أهل السودان في كل مكان نتيجة أفعال وممارسات تخدم المصالح الخاصة أكثر مما تخدم مصالح الوطن والمواطن. وبقيت الأرض حرة بعد أن تحرر المواطن من الذل والخوف وامتلك إرادته واكتشف أن المطالب لا تنال بالتمني.